تقرير أولي رفعته لجنة أمنية شُكلت من عدة فصائل عقب العملية الإسرئيلية في رفح.

أفاد التقرير الذي رفعته لجنة التحقيق والذي استند إلى تحرك سريع قامت به فور انتهاء العملية حيث بم اعتقال اشخاص من عائلة أبو سرور وبعض الأشخاص في كتيبة المجاهدين.

وتعود بداية هذا الموضوع إلى تاريخ 7 أُكتوبر، فتعد تحطيم الجدار الفاصل بين غزة والمستوطنات بفعل عملية "طوفان الاقصى" دخل إلى مستوطنات الغلاف تنظيمات وأشخاص مدنيين إلى هذه المستوطنات في ظروف كان من الصعب التحكم بها والسيطرة على كل تفاصيلها.

عملية أسر المستوطنين وجنود الاحتلال كانت العنوان الأبرز في عملية "طوفان الأقصى" والتي تم فيها الاجتياح الواسع لمستوطنات الغلاف وفي حين ركزت الكتائب العسكرية على أسر الجنود والضباط قامت مجموعات أُخرى بأسر مدنيين وأطفال وكبار في السن، وبسبب الهجوم الإسرائيلي المعاكس والذي شمل شن الغارات الجوية على معظم مناطق قطاع غزة على مدار الساعة كان من الصعب ضبط الأمور من قبل قوات المقاومة والسيطرة على الأحداث وإجراء تقييم للنتائج ومعرفة ما هو عدد الأسرى الذين تم جلبهم إلى القطاع ومن هي الجهات التي بحوزتها أسرى وتبين فيما بعد أن بعض العائلات قامت بأسر مدنيين وهذه العائلات تتبع لكتيبة المجاهدين والتي هي جزء من تنظيم حركة المجاهدين التي أسسها عمر أبو شريعة في عام 2006.

والمعروف أن حركة المجاهدين شهدت أنقسامات عديدة وجميعها تحمل اسم الذراع المسلح لكتيبة المجاهدين ومعظم سلاحهم فردي وليس لديهم تجهيزات على الارض ومعظم تشكيلاتها تأخذ الطابع العائلي والعشائري.

في 7 أكتوبر قامت كتيبة المجاهدين بقيادة محمد أبو سرور بأسر الإسرائيلييين "فرناندو سيمون مارمان"(60 عاماً) و "لويس هار"(70 عاماً) وعادوا بهما إلى قطاع غزة وبالذات لمدينة رفح مكان سكن وعمل محمد أبو سرور، وتم وضعهما في أحد البيوت وكان يتم نقفهما بين فترة وأُخرى من مكان لآخر، وضع أبو سرور الاسيرين في عهدة أخ له وأثنين من أولاد عمه وكان وظيفتهم المحافظه عليهم وحراستهم وتولي شؤون إطعامهم وعلاجهم، ولكن صاحب القرار الاول والاخير كان أبو سرور نفسه.

بداية شهر كانون الثاني أستشهد محمد أبو سرور في محيط مدينة خانيونس وأصبح شقيقه وأولاد عمه بلا مرجعية، حيث لا علاقات تنظيمية لهم مع أي طرف أو شخص وأصبحوا يتصرفوا بالأسيرين وفق إجتهادهم وتقديرهم الشخصى حيث قاموا بنقل الأسيرين فوراً إلى منطقة في مخيم الشابورا والتي لديهم فيها ثقل عائلي، ووضعوهما في أحد بيوتهم، وحيث أن خبرتهم ثقافتهم متدينة فقد تمن أحد الأسيرين وهو الاسير "لويس هار" من أستمالة بعضهم ونجح بأختراقهم وقدم إغراءات لهم وربما وعدهم بالكثير حت وصل الأمر بهم إلى تسهيل إتصاله هاتفياً مع أبنته حيث أخبرهم أنها صاحبة شركة كبيرة ولها عدة فروع في الخارج وأنها ستوفر لهم أي شيء يطلبوه ويمكن أيضا أن تساعدهم في الخروج من غزة وتوفير لجوء سياسي لهم في اية دولة غربية.

وتكررت إتصالات ابنة الاسير معهم وباتت تلك الاتصالات دائمة ولكنها كانت تتم بأشراف ومراقبة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهناك معلومات غير مؤكدة حتة الآن أن أبنة الأسير أوصلت مبالغ مالية لاشخاص ربما يكونوا من أقارب الخاطفين الذين يقيمون في كل من بريطانيا والسويد، على أن يتسلموا المبلغ المتفق عليه لحظة الافراج عن المخطوفين، مع وعد بمساعدتهم على الخروج من غزة إلى مصر ومن ثم لإحدى الدول الاوروبية.

وكان الخاطفون قد رفضوا عرضا قدمته لهم أبنة الأسير ليحضروا مع الاسيرين إلى إسرائيل من ثم يغادرو إلى بلد اللجوء حيث عرضت عليهم إخلاء مسؤوليتهم القانونية عن عملية الخطف وأنها تضمن سلامتهم في إسرائيل لحين مغادرتهم.

وفي إحدى المراحل تم الاتفاق معهم على نقل الأسيرين إلى محيط الغلاف حيث تجري تنفيذ الصفقة بحيث تكون أبنة الأسيلا موجودة في نقطة بعيدة عن الجيش حيث ستسلمهم المبالغ المتفق عليها وتستلم منهم الأسيرين.

خلال تلك المرحلة تم تحديد ثلاث تواريخ لتنفيذ الصفقة إلا أن أبنة الأسير إتصلت بهم وطلبت التأجيل تحت عنةان مخاوف أمنية ومن أجل ضمان سلامة الجميع ولإنجاح الصفقة.

أخيراً تم تحديد الموعد النهائي في تمام الساعة الواحدة فجراً من يوم الاثنين 12/02/24 وكانت تفاصيل العملية التي تم الأتفاق عليها أن يحضر أحد الخاطفين إلى نقطة تم الأتفاق عليها وتقع في محيط مدينة رفح ويلتقي أبنة الأسير ويحصل منها على المبلغ عندها يتصل تلفونياً بالخاطفين الاخرين ليبلغهم انه تسلم المبلغ ويطلب منهم التحرك إلى نقطة معينة لتسليم الأسيرين بعد أن يكون هو قد عادر ومعه المبلغ وهكذا توهم هو ومن معه.

فمع وصول الخاطف الأول لمقابلة أبنة الأسير أنطلقت العملية العسكرية الشاملة لجنود الاحتلال بعد أن كانوا توصلوا لكافة التفاصيل اللازمة بخصوص المنطقة التي يقع فيها البيت المتواجد فيه المخطوفان وعدد من في البيت ورصدوا المنطقة بأسرها من خلال طائرات الاستطلاع.

أنطلقت العملية العسكرية في كل أنحاء رفح للتضليل إلا في المنطقة القريبة من المنزل حيث وصلوا المنقة وصعدوا إلى البيت بدون ضجيج وبدون أي اطلاق نار أخذو الأسيرين والخاطفين الأثنين ومن الواضح أنهما قتلا، وكذلك بالنسبة لمن ذهب أولاً لمقابلة أبنة الأسير.

وهذه العملية التي وصفت بالبطولية والعقدة التي نفذتها قوات الاحتلال بجيشها وأمنها وحكومتها تم قتل أكثر من مئة فلسطيني في رفح.